تركيا تُجلي رعاياها من طرابلس بعد أيام من الاشتباكات

تركيا تُجلي رعاياها من طرابلس بعد أيام من الاشتباكات
مظاهرات في ليبيا

أجلت السلطات التركية، 82 مواطنًا من رعاياها المقيمين في العاصمة الليبية طرابلس، على خلفية اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجموعات متناحرة، منذ مطلع الأسبوع الجاري، في واحدة من أخطر جولات العنف التي تشهدها العاصمة الليبية منذ شهور.

وأفاد مصدر في وزارة الخارجية التركية، اليوم السبت، أن "82 مواطنًا عبروا عن رغبتهم في مغادرة ليبيا بسبب انعدام الأمن، وقد تم تأمين رحلتهم إلى ديارهم بسلام"، وفق وكالة "فرانس برس". 

وأشار إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد أيام من القتال الذي تخللته انفجارات وإطلاق نار كثيف وسط العاصمة، مما أدى إلى انهيار الوضع الأمني وعرقلة حركة الطيران في مطار معيتيقة الدولي.

إجلاء عبر مصراتة

نقلت السفارة التركية في طرابلس، على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، أن عملية الإجلاء تمت عبر حافلات أقلت المواطنين الأتراك من طرابلس إلى مدينة مصراتة الساحلية، الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر شرق العاصمة. 

ومن هناك، صعد الركاب على متن طائرات تابعة للخطوط الجوية التركية متجهة إلى إسطنبول. ولم تُعلن وزارة الخارجية التركية ما إذا كانت تنوي تنظيم رحلات إضافية لرعايا آخرين في ليبيا.

وأدت الاشتباكات الدامية، التي اندلعت مساء الاثنين بين مجموعات مسلحة بعضها موالٍ لحكومة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دوليًا، إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية مدنيين، حسب ما أفادت به بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. 

وتسببت الاشتباكات في شلل شبه كامل لحركة الملاحة الجوية، قبل أن يشهد الوضع هدوءًا حذرًا بحلول مساء الجمعة، دون أن تتبدد المخاوف من تجدّد العنف.

تحركات ودعوات لهدنة

دعت تركيا، التي تُعد من أبرز الداعمين لحكومة الدبيبة، إلى وقف فوري لإطلاق النار يوم الأربعاء، مؤكدة مي بيان رسمي أنها "تتابع الوضع في ليبيا من كثب"، في ظل ما وصفته بـ"القلق البالغ من التصعيد الأمني الذي يهدد حياة المدنيين واستقرار البلاد".

وتتعمق الأزمة الليبية مع استمرار الانقسام السياسي بين حكومتين متنازعتين على الشرعية، حيث تدير الحكومة الأولى شؤون غرب البلاد ومقرها طرابلس، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتتمتع بدعم الأمم المتحدة وتركيا، بينما تتخذ الحكومة الثانية من بنغازي مقرًا لها، ويترأسها أسامة حمّاد، بدعم مباشر من البرلمان الليبي والمشير خليفة حفتر، قائد "الجيش الوطني الليبي". 

وقد أدى هذا الانقسام إلى تعقيد الجهود الدولية لإحلال السلام، وأبقى البلاد في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية